Posts Tagged ‘تأمل’

شجاعة

ماي 26, 2015

 

courage

ان كلمة (الشجاعة-courage) مثيرة للاهتمام حقيقة فهي تأتي من اللاتينية (قلب-cor) لهذا ، أن تكون شجاعاً يعني ان تعيش بقلبك، الضعفاء فقط هم من يعيشون بالعقل و حسب؛في خوفهم يخلقون طوقا من أمان المنطق حول أنفسهم.
في رعبهم يقفلون كل نافذة وباب -بالمفاهيم الدينية والعامة ، بالمفردات ، بالنظريات_ وخلف تلك الابواب والنوافذ يختبئون.

سبيل القلب هو سبيل الشجاعة هو ان تعيش اللاأمن ؛ أن تعيش بالحب والثقة ؛ هو ان تسبر المجهول . أن تترك الماضي وتمكّن المستقبل .
الشجاعة تقودك عبر دروب خطرة
الحياة خطرة والجبناء وحدهم هم من يستطيعون تجنب خطرها ولكن على أية حال هم أصلاً ميتون . المرء الحي ، الحي فعلاً وبعنفوان .دائما مستعد لخوض غمار المجهول ، الخطر حتمي لكنه سيقبل به ، فالقلب يرضى بالمخاطرة دوما ، مقامر ، أما العقل فرجل أعمال ، يراجع حساباته طوال الوقت ، ماكر .

القلب لا شأن له باي حساب

 

من كتاب الشجاعة

الشكر لأصدقاء أوشو على الترجمة

لطف ورحمة

سبتمبر 25, 2013

 

waves الرحمة واللطف من الصفات الأكثر ألوهة، فالمسلمون يناجون من وقت لآخر “يارحيم .. يا لطيف” .. والشرط الأول لأن يكون الإنسان مثل ربه*، رحيماً لطيفاً هو أن يسقط الأنا.

لأن الأنا ليست لطيفة ولا رحيمة أبداً. الأنا عدوانية دائماً، لا تستطيع أن تكون لطيفة أو رحيمة. الأنا ليست متواضعة أبداً، ومن الصعب جداً أن تصير كذلك. فالمشروع الأناني يتهاوى بأسره إذا أصبحت الأنا متواضعة.

اللطف والرحمة هما الدرب الذي يؤدي إلى الإمساك بالوجود واحتوائه، بينما العنف يؤدي إلى تدميره وإفنائه. على المرء أن يصير ليناً شبيهاً بالماء  بدلاً من أن يصير شبيهاً بالصخور . وتذكر دائماً : في النهاية سينتصر الماء على الصخور.

من كتاب تأملات قبل النوم

في الحب والكراهية .. وما بينهما 2

نوفمبر 9, 2012

 

love_hate

بعض العشاق يشعرون بأنه لاوجود لهم كأشخاص منفردين , الحب فقط هو الحاضر . من السهل تمييز هذه الوجودية الكلية للحب لأن الحب شئ مرض و جميل , لكن الإحاطة بوجود الكره أمر صعب لأنه حال غير مُرض .

العشاق , المحبون بعمق , لا يجدون أنهم " يحبون " , الحب لم يعد نشاطا أو فعلا , لكنهم عوضا عن ذلك قد أصبحوا الحب .

حين تحب أحدا تصير حبا , حين تكره تصير كرها , و لكن إن استطعت أن تُبقي على نفسك كما أنت فلن تحب أو تكره بالطرق العادية . لذلك ندرج على قول عبارة "وقع في الحب" , ظاهرة الحب هي عبارة عن سقوط , و الوقوع في الحب يعني أنك قد فقدت إدراكك لذاتك بسببه .

العشاق يغضبون ممن لا يعيش حالة الحب , أنت لا تستطيع التواصل معهم لأنهم فقدوا منطقهم , لم يعودوا "هم" تحولت كل طاقتهم إلى حب , يأتلفون معه كليا , ليس فيهم من يدرك ليشهد على ظاهرة الحب .

الأمر مشابه في الكراهية , الحب و الكره متماثلان لأنهما أخذ و تحويل لذات الطاقة , جاذبية الحب و نفور الكراهية . حين تكون في الحب مشدودا إلى أحدهم فأنت تفقد جوهرك , تفقد نفسك و يصبح الشخص الآخر هو المحور أو الجوهر , حين تكره أحدهم فأنت تنفر منه , تفقد مركزيتك و إدراكك لذاتك , يصبح هو المركز .

تذكر , ليس باسترجاع و ليس بعد انتهاء الأمر و لكن في ذات لحظة الحدوث , عندما يأتي الغضب , أغلق عينيك , تجاهل الحالة الخارجية و كن واعيا لما يدور في داخلك الآن .

طاقتك بأكملها تحولت إلى كراهية , إذا ركزت على مراقبة ذلك فسوف ترى جزءا من الطاقة يتحول إلى وعي , عمود من الوعي ينتصب وسط فوضى الكراهية أو الحب , كلما ارتفع أكثر فوق حالتك الداخلية كلما تضاءلت الفوضى و انكمشت , عندها ستلاحظ وجودك , أنك "أنت" من بقيت في الداخل و ليس الكره .

تتحول إلى ذات , إلى مركز , و لن يعود الآخر مركزيتك مجددا , لا جاذبا ولا منفرا .

على هذا التأمل أن يحصل لحظة الحدث , بعدها ستكون شخصا مختلفا تماما , ليس أنك هزمت الكراهية , ليس أنك تحكمت بحالتك العقلية , بل أنك صرت الآن وعيا , نورا لذاتك , و بسبب النور تستحيل العتمة .

أنت الآن شخص واع و الكره يحتاج لا وعيك كحجر أساس له , هو مستحيل مع الوعي .

هذه قاعدة هامة يجب فهمها بوضوح : الكره يحتاج لاوعيك , من اللاوعي يتغذى و منه يحصل على طاقته و قوته , لذلك لا تنشغل بالكره , انشغل بوعيك .

كن أكثر وعيا تجاه أفعالك و أفكارك , تجاه أمزجتك نحو ما يحصل حولك . الكائن الواعي لا يغمره شئ … لا الحب .. لا الكراهية ..

عندما يصبح الإنسان مركز ذاته , حين يصل إلى مرحلة متقدمة من تبلور الوعي , سيختفي الإنجذاب نحو الآخر , سيختفي النفور , لكن هذا سيخلق مشكلة أعمق , يعني أنك لن تقدر على تجاوز الكراهية مالم تتجاوز الحب , الجميع يود تخطي الكراهية و ليس الحب , لكن هذه الرغبة تضعنا في موقف مستحيل لأن الكره جزء من ظاهرة الإنجذاب و النفور .

كيف تستطيع أن تحب ؟ كيف تكون منجذبا لكل شئ ؟ نحن نحاول أن نحب بطرائق متعددة , لكن الطريقة الأسهل هي أن تكره شخصا و تحب آخر , السهل هو أن تجعل أحدهم عدوك و الآخر صديق .

ستكون مرتاحا , تستطيع عندها أن تحب , أن تكون مشدودا إلى (أ) و نافرا من (ب) , هذه طريقة , الطريقة الأخرى معقدة أكثر , أن تكره ذات الشخص الذي تحب , نحن نفعل هذا الأمر يوميا , نحب في الصباح , نكره في الظهيرة ثم نعود لنحب مساءا .

كل عاشق يعايش هذا التواتر بين الحب و الكراهية بشكل مستمر , الإنجذاب و النفور , صدق فرويد حين قال : عليك أن تكره عين الشخص الذي تحب , لا مفر من ذلك .

يزداد وضوح معنى هذا القول كلما أقصينا أنفسنا أكثر فأكثر عن أولئك الذين نحمّلهم كراهيتنا , أهداف نفورنا و بغضنا .

تستطيع أن تحب بلدك و تكره بلدا آخر , تحب ديانتك و تبغض أخرى , لأنك ببساطة يجب أن توازن الحب مع كراهية في الكفة الثانية .

في الماضي كان سهلا أن تحافظ على هذا التوازن , اليوم هنالك الناشطون الإنسانيون و دعاة المثالية , هؤلاء يدمرون أهداف الكراهية القديمة , قريبا قد يتحد العالم بحيث تصبح هناك أمة واحدة و عرق واحد و مع تطور كهذا سيُجبر الكل على حب و كره هدف واحد .

هذه الازدواجية هي الحال الطبيعي , إن أحببت فسوف تكره ..

بعض الأشخاص يستمرون بإلقاء العظات "أحبوا العالم بأسره !!" لكننا لا نستطيع أن نحب العالم مالم نجد عالما آخر لنكرهه , أنا لا أعتقد أن سكان الأرض يمكن أن يتحدوا حتى نكتشف أعداءا لنا على كوكب آخر , حالما نجد عدوا في مكان ما – و نحن نسعى جاهدين لذلك – عندها سيتوحد سكان الأرض .

لايمكن أن يتوحد هذا الكوكب إلا عند وجود كوكب آخر نحاربه , مجرد إشاعة عن وجود عدو قد تؤدي ذات الغرض .

لاينوس باولينغ – عالم حائز على جائزة نوبل – اقترح ذات مرة أنها ستكون فكرة جيدة إن نشرنا إشاعة عن طريق الأمم المتحدة عبر أصقاع العالم , إشاعة تقول بأن المريخيين على وشك مهاجمة الأرض , و أن تُدعم هذه الإشاعة من قبل علماء مختلفين حول العالم , آنذاك سيتوقف الإقتتال الناشب على الأرض .

أرى بأنه محق , فكما هي طبيعة البشر الآن قد يتأتّى من هكذا إشاعة نتيجة جيدة , الكذب قد يساعد , الحقيقة لم تساعد حتى الآن .

بتواجد الحب ستتواجد الكراهية و عليك أن تجد هدفا لتسقطها عليه , إذن فكلما أحببت أكثر تصاعدت كراهيتك أكثر , هذا هو الثمن .

تذكر , إما الحب و الكراهية معا و إما أن تعيش دون أي منهما .

الكره سيختفي ليس بقيامك بعمل ما بل بكونك أكثر إدراكا , أكثر وعيا , أكثر تيقظا , كن كائنا واعيا و ستصير مركز ذاتك دون أن يقدر أي كان على تحريكك من مركزيتك .

حاليا يستطيع أي كان القيام بهذا , البعض بالحب , البعض بالكراهية , لكنهم متقلقلون , يستطيع أي كان تحريكهم بعيدا عن مركزيتهم لأنها ليست مركزية حقيقية , هو مركز زائف تقبع فيه بانتظار أن يزيحك أحد ما عنه و يبعدك .

الوعي يعني المركزية , مركزية داخلية مستمرة , مع تحقيقها يختفي الحب , تختفي الكراهية و عندها فقط ستشعر بالسلام .

أعراضهما متشابهة فعليا , الكره العميق سيبقيك أرقا , الحب العميق سيحرمك النوم , كلاهما سيجعل ضغط دمك مرتفعا , كل الأعراض متماثلة , القلق , التعب , الإرهاق , الملل من الأشياء العادية , كلاهما يبقيانك متوترا , كلاهما مرض .

عندما أقول مرض (Disease) فأنا أعني الكلمة بحرفيتها : (dis-ease) عدم ارتياح , أنت لن تكون مرتاحا مع الحب أو الكراهية , راحتك تكمن فقط في زوالهما من داخلك , لا الحب لا الكراهية , عندها ستبقى في ذاتك , وحيدا في وعيك , تتواجد دون أحد آخر , الآخر أصبح غير مهم لأنك أنت المركزي .

بعدها سيأتي التعاطف , التعاطف هو الحدث اللاحق للمركزية , التعاطف ليس حبا ولا كراهية , هو ليس انجذابا ولا نفورا , هو بعد آخر مختلف كليا , إنه كونك نفسك و تحركك وفق نفسك , العيش تبعا لنفسك .

قد تجذب الكثيرين , قد تنفر الكثيرين , لكن هذا ليس إلا إسقاطهم , مشكلتهم هم .

تستطيع أن تضحك من الأمر و ستبقى حرا .

المصدر : كتاب أوشو – التحدي الكبير

الشكر لأصدقاء أوشو على الترجمة

في الكراهية والغضب 1

سبتمبر 14, 2012

مشكلة الكراهية هشّة جدا لذلك أنت لا تستطيع عمل شئ حيالها , مجرد شروعك بعمل ما تجاه كراهيتك يعني بأنك قد بدأت تكره كراهيتك , الآلية حساسة جدا , يستطيع المرء أن يغضب من غضبه و أن يكره كراهيته , أنت بهذا تحاربها , لكنك لن تنتصر أبدا لأنك دون أن تدرك , انتقلت بها إلى مستوى أعمق , درجة جديدة .
ببساطة , لا تفعل أي شيئ , فقط أدرك ماهية كراهيتك , كلما شعرت بالكراهية كن واعيا لوجودها , لا تتهرب منها , و تذكر أنه حتى مبادرتك بعمل ما تجاهها قد يصير هروبا .
إن كنت غاضبا و قمت بشئ ما حيال غضبك فأنت تتجاهل هذا الغضب بحد ذاته و تنشغل بالعمل ضده عوضا عن ذلك , تغيرت الرؤية : اختفى وعيي لغضبي و حل مكانه السعي لمواجهة الغضب , هذا امر سئ , طريقة خاطئة ستودي بك إلى كبت غضبك . 
إن شعرت بالكره , الغضب , الجشع أو أي من هذا فلا تحاول أن تجابه شعورك بعمل فوري , فلتكتفي مؤقتا بقدرتك على وعي هذا الإحساس , أدركه في البداية , شاهد بشاعته , سُميته , شاهد حقيقة تكوينه .
حالما ترى الكره بكليته فإنه سيذوي وحده , يستمر الكره فقط إن عجزتَ عن معرفته ككل .
الأمر أشبه بأفعى صادفتها في دربك , حالما تدرك وجودها ستقفز مبتعدا , القفزة لم تكن أمرا مدروسا , أنت لم تخطط لها  , لم تقرر أو تخترالقفز ابتعادا , حدثت بشكل تلقائي .
إدراك وجود الأفعى و حدوث القفزة أمران مرتبطان , الأول يولد الثاني , كذلك حين تعي الكره الكامن فيك , ستقفز عفويا , لا حاجة للتخطيط .
أول ما عليك تذكره هو هذا : دعك من الإدانة , ركز على تنمية وعيك لواقع وجود الكره  , حالما يظهر , أدرك وجوده , تأمل فيه .
الأمر الثاني الأكثر دقة هو طريقة تفكيرك "أنا أشعر بالكره في داخلي , أشعر بالغضب و الجشع و الأنانية " , هذا التفكير هو حيلة متقنة يصنعها دماغك , خدعة ماكرة جدا , لأنك حينها و بطريقة حاذقة قد فصلت بين نفسك و بين الكره , أنت تقول : " أرى كرها فيّ , أرى جشعا , الجشع حالة فيّ و ليست أنا, أنا لست جشعا , أنا لست كارها , أنا لست غَضِبا , هذه أمور عارضة , غريبة عني لكنها الآن في داخلي "


anger1

هكذا يفكر العقل و هكذا تخدعنا اللغة , اللغة تقول " أَحمِلُ غضبا في داخلي " لكن الواقع مختلف , حين تكون غاضبا فليس الغضب جزءا منك أو فيك , أنت الكره , لا يمكن وجود كينونتين في ذات الوقت معا , واحدة فقط , إما الكره أو أنت , لا يمكن لكليكما التواجد سوية .
وجودك يعني ذوبان الكره , وجود الكره يلغي وجودك .  
اجعل لاستيعابك خطا وجوديا لا لغويا ,اللغة تخلق العديد من المشاكل و باعتمادنا عليها فنحن نتخذ سلوكا غير واقعي تجاه الأحداث .
إذا كنت غاضبا – على سبيل المثال – فليس هنالك "أناً" للغاضب , هناك فقط الغضب , أنت تماهيت فيه , لم تعد أنت .
توجه نحو المسألة بشكل وجودي , حين يكون الكره كن واعيا فيما إذا كان وحده أو كنت معه , آنذاك ستشعر بتغير عميق ينتاب وعيك , حالما تدرك إن كانت هذه كينونتك أم كينونة الغضب سيأخذ وعيك بالتنامي ومع ازدياد الوعي يتضاءل الكره , لا يتعايش الاثنان معا , الكره ممكن فقط حين يكون الشخص راكنا إلى لاوعيه , غير مدرك , غير مفكر , غير متيقظ .
حين يرحل الكره , الغضب , العنف , و تبدأ باسترجاع  تلك الحالات فإنها ستتحول إلى جزء من ذاكرتك , الآن يمكنك فصل نفسك عنها , ستنفصل عن الغضب و الغضب سينفصل عنك , الآن هو جزء من ذكرياتك .
هذا بالتحديد ما يدعم الخطأ اللغوي الذي كنت أتحدث عنه : تجربتك .
منذ لحظة كنتَ غاضبا و الآن لم تعد كذلك , تلاشى الغضب , الآن أنت شئ و الغضب شئ آخر مختلف تماما , الغضب أصبح أمرا حصل في الماضي , تلقائيا أصبح للمعادلة عنصران : الغضب في ذاكرتك و أنت .
ولكن في فعل الغضب بحد ذاته لم يكن هنالك إلا أنت, عنصر واحد , أنت كنت غاضبا . و إذاً , كلما تواجدت الكراهية اشعر بها بعمق , أدركها  , أنت أصبحت الكره , أنت الكره , هذا الوعي سيغير المعادلة بأسرها .

يوم تحوز هذا الإدراك سيتلاشى غضبك لأنك لم تعد قادرا على التعايش مع الكره أو الغضب أو الجشع , الإدراك يعني عقلا واعيا , أما الكره و الغضب و الجشع فإنها تعتاش فقط في عقل غافل , غارق في لاوعيه .
كن أكثر تيقظا ولا تفكر بالماضي لأن ذلك عديم النفع , مجرد إهدار لطاقتك .
في حضور الغضب أو الكره , في تلك اللحظة بالذات , أغلق عينيك و تأمل , هل الوجود لك ؟ أم للغضب ؟ إدراكك الأول سيكون أن الغضب وحده موجود هناك , أين أنت ؟ كل طاقتك استحالت غضبا , استحالت كراهية

من كتاب التحدي الكبير
الشكر لأصدقاء أوشو للترجمة

وعي

ديسمبر 6, 2011

 

brainiceberg

– الرجل الواعي يتجاوب و تجاوبه عفوي , هو كالمرآة : يعكس كل ما يقابله , ومن وعيه و عفويته يولد نوع جديد من الفعل , فعل بلا قيود , بلا عاقبة أخلاقية .

فعل كهذا يحررك , أنت تحافظ على حريتك عندما تستمع إلى صوت الطبيعة فيك .

 

– المسؤولية : إدراك , تيقظ , وعي ,

"الأنا" : لا تعدو كونها لاوعيا , لايمكن أن يتعايش الأمران معا .

بازدياد وعيك تقترب أكثر من النور و تبدأ متعلقات الظلام حولك بالإختفاء ..

"الأنا" ليس سوى ظلام .

 

– لتصبح سيد نفسك عليك أن تصبح أكثر وعيا نحو أفعالك و أفكارك، الخطوة الأولى نحو سيادة نفسك هي أن يزداد وعيك في أفعالك و أفكارك . اللاوعي عبودية، الوعي سيادة .

 

– من يقترف أمرا ضد الوجود لا بد أن يعاني , من يساعد الوجود ليغدو أجمل و أكثر وعيا وسعادة , لا بد أن يكافئ , ليس بواسطة قوة إلهية و إنما عن طريق عمله ذاته , في الواقع , عندما تقوم بعمل صالح نابع عن وعيك فإن الفعل بحد ذاته يجلب لك السعادة و السلام الداخلي .

جائزتك تكمن في الفعل نفسه .

 

– ينتقل بك اللاوعي نحو الأسفل بينما يتجه بك الوعي نحو الأعلى و أيضا : الأعلى هو رديف الداخل , الأسفل رديف الخارج .

الوعي يذهب إلى الداخل , اللاوعي إلى الخارج .

اللاوعي يجعلك مهتما بالآخرين .. الأشياء .. الأشخاص , دائما الآخرون , دائما في الظلام بعينين مركزتين على من سواك .

اللاوعي يخلق نوعا من اللامركزية , يجعلك سطحيا , الوعي يحولك إلى كائن داخلي , يجعلك مستغرقا في ذاتك , يأخذك إلى أبعادك الداخلية أعمق فأعمق ..

 

– الدين أساسا هو علم خلق الوعي في داخلك أن تصبح أقدر على التأمل , أعمق وعيا , هذه الأمور تخلق شخصية مرنة , عفوية , شخصية تتعامل مع التغيرات اليومية دون أن ترتبط بالماضي , لاتكون مسبقة البرمجة على العكس , شخصية مسؤولة , تتعامل مع الواقع لحظة بلحظة .

هي كالمرآة تعكس أي حالة و من انعكاسها يولد فعلها .. ذاك الفعل هو الفعل الديني .

 

– الوعي يلخص كل المعرفة التي تملكها , الوعي هو الفراغ , أن تكون فارغا كليا , و تتحرك عبر الحياة بفراغك الذي تحمله , ترى عبر الفراغ , تتصرف بدافع من الفراغ و عندها تتسم أفعالك برشاقة مذهلة فيغدو كل ما تقوم به صحيحا .

لا يكمن السؤال في ماهية الصواب أو الخطأ , لأن صواب اليوم قد يغدو خطأ الغد , و المعرفة المستعارة لايمكن أن تفلح ..

للاطلاع على المزيد من الأقوال في الوعي شاهد هذا الرابط

الشكر لأصدقاء أوشو على القيام بالترجمة

عن أدولف هتلر (ج2) من العبودية إلى الحرية

أكتوبر 11, 2011

من الجدير بالذكر أن ألمانيا بلد يتصدر قائمة البلدان الأعلى ثقافة في العالم . وهو البلد الذي منح العالم أشخاصا، مثل كانط ، هيغل ، فيورباخ، كارل ماركس، فرويد، مارتن هيدغر — الفلاسفة وعلماء النفس العظماء. مع ذلك فقد تمكن شخص غريب الأطوار من الدرجة الثالثة، كأدولف هتلر ، من استقطاب اهتمام و تأييد مثقفي البلاد .

باعتقادي : لم تتعلم البشرية شيئاً من ذلك , إن لم تتعلم : يكرر التاريخ نفسه , إن تعلمتْ : يتوقف التاريخ عن تكرار نفسه .

لا بد أن شخصا كمارتن هايدغر كان يعد من أبرز فلاسفة القرن العشرين و أكثرهم تميزا , هو لم يعاصر أدولف هتلر فحسب بل كان مؤيدا له، أمر لا يصدق !

الشباب – زبدة المجتمع- ذكاء ألمانيا و مثقفيها من أساتذة جامعيين و حملة الشهادات العليا , كلهم كانوا في صفه ، رجل غير متعلم، رجل رفض من كلية الفنون ، رفض من كلية الهندسة لأنه لم يكن ذكيا كفاية ,

أصبح هذا الرجل زعيم البلد الأكثر ذكاء في العالم ، وخلق أعظم إمبراطورية فاشية على الإطلاق . قتل ما يقارب العشرة ملايين إنسان ، و مع ذلك لم يفقد شعبيته أو دعم الناس له .

لا بد من تحليل نفسي لهكذا أمر …

ما هو السبب؟ هزمت ألمانيا في الحرب العالمية الأولى وتعالى جدال المثقفين في دواخلهم و فيما بينهم. وهم يزعمون ، يتمنطقون ، يتفلسفون ، لم يكن نشاطهم ماديا . و بذاتيتهم اعتقد كل واحد منهم بأنه قد عثر على سر الحياة .

بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى ، أصبحت ألمانيا في حالة من الفوضى. هذه الفوضى أوجدت أدولف هتلر ، لأنه وعد ، ووفى بوعده : "أستطيع أن أجعل هذا البلد موحدا من جديد , قويا من جديد , قويا بحيث يسود العالم كله "

وجوده كأيقونة كان حاجة ملحة للمجتمع الألماني , الناس لم تعد تعمل , لم تعد تبدع و ازدادت أهمية ظهور من يعيد للبلاد إبداعيتها و انضباطها , هتلر ملأ هذا الشاغر و في 10 سنين أصبحت ألمانيا قوة عالمية من جديد

غريب , إذا أعطيت الناس حريتهم تركوا أعمالهم و نزعوا إلى الكسل ,

إذا أعطيتهم حكما فاشيا عملوا و أبدعوا , توحدوا و استعادوا قوتهم من جديد .

خمس سنوات من النصر الألماني المستمر , إثبات كاف لصواب اتباع هذا الرجل .

العالم كله في كفة .. و هو وحده يكفي في الكفة الأخرى , أعطى الشريحة المثقفة منتهى أناهم كما لم يفعل غيره , أخبرهم بأن النسل الألماني الشمالي هو النسل الآري النقي و مقدر له أن يحكم العالم

مستعبدا من دونه من الأعراق الهجينة التي لا ترقى للإنسانية

كانت هذه الوعود مرضية لغرور الطبقة المفكرة، حتى رجل كمارتن هايدغر سقط في الفخ

فقط بعد أن هُزٍم هتلر ودُمرت ألمانيا بمعظمها ، حتى بدأ الناس بالنظر إلى ما فعلوا ، أي نوع من الرجال قد دعموا : وحش , مجرم قتل ملايين البشر و قد يكون الأفظع في التاريخ .

إذن تذكروا : الحرية ليست رخصة , الحرية مسؤولية ..

إذا كنت لا تستطيع أخذ زمام تلك المسؤولية فسيأخذها أحد ما بالنيابة عنك ..عندها تبدأ عبوديتك ..

مترجم من كتاب أوشو من العبودية إلى الحرية

في الله

فيفري 13, 2010

أنت مخلوق إلهي وأنت لا شكل لك. الله ليس شيئاً كميّاً، هو نوعي فقط؛ ليس شيئاً مادياً، هو حضور فقط. ليس كزهرة، بل يشبه الشذى أكثر؛ يمكن للمرء أن يشعر فيه لكن لا يمكن أن يمسك به.

أن يستمتع به، أن يحبه، أن يفرح معه، لكن لا يستطيع أن يملكه، ولا يمكن للمء أن يضعه في المصرف، ولا أن يكنزه، لأنه ليس ملك له. هذا هو معنى لا شكل له.

لا تفكر بالله كشخص أبداً. فقط فكر به كحضور يحيط الوجود كله. وعندها لاتوجد حاجة للذهاب إلى أي معبد، وإلى أي تمثال. في أي مكان تكون قادراً فيه على الإنحناء مع الحب العميق ومع الامتنان، تكون على صلة معه. أينما كان قلبك ممتلئاً بالشكر والاستسلام، يكون بينك وبينه جسر.

شجرة انسان

أوت 23, 2009

تشبه حالة اللاوعي جذور شجرة. الجذور تبقى تحت الأرض، أنت لا تراها. وهذا هو حال لا وعينا، تحت الأرض؛ لا نراه لكن يؤثر بكل شيء. يؤثر على الأغصان، والأوراق، والأزهار. جذورنا متخفية لكنها هامة جداً؛ إنها الجزء الأهم من الشجرة. وما لم يفهم المرء جذوره لن تكون لديه تجربة حقيقية مع كامل كينونته.

headtree

تشبه أغصان الشجرة ماندعوه الوعي: فهو هش للغاية، هو غصن رفيع جداً، ويمكن أن ينكسر بسهولة في أي حادث. مجرد حادث بسيط ويسقط. شخص ما يهينك وستفقد وعيك؛ أحد ما يقول شيئاً فتنسى كل ماله علاقة بالتأمل، وباليقظة. تصبح مجنوناً! ويمكن أن تقوم بأي شيء في تلك الحالة من الجنون. وهكذا فهو مجرد غصن رفيع من الوعي يحيط بلا وعينا. هو كاف لعملنا الروتيني اليومي: الذهاب إلى المكتب، العمل على الآلة الكاتبة، قيادة السيارة، التكلم مع الزوج أو الزوجة نفس الكليشات التي تكررها مراراً.

وسوف تكررها بدون أدنى وعي. لكن هذا ما نعتقد بأنه وعي؛ إنها بين بين، فاترة، لا تكفي لأي طيران عظيم نحو المجهول، إلى اللانهاية.

على المرء أن يستخدم هذه الكسرة الصغيرة من الوعي كبذرة ويبدأ بتنميتها، وتغذيتها، ومساعدتها بكل طريقة، والتعاون معها. تعاون معها أكثر فأكثر. مع الجزء الصغير من كيانك وهو الوعي. وقلل من تعاونك مع الجزء الأكبر من كيانك اللاواعي. دائماً اختر الوعي، وتجنب اللاوعي. كل ما يجعلك لا واع هو خطأ وكل ما يساعد على أن تكون واعياً هو صواب. وبالتدريج، إن تعاونت مع الوعي ينمو وحالما أوقفت التعاون مع اللاوعي فإنه ينكمش.

تصبح مساحة الوعي أكبر فأكبر فأكبر ويأخذ اللاوعي بالانكماش، بالتلاشي. وأخيراً تستصلح مساحة اللاوعي من قبل الوعي. في تلك اللحظة تأخذ أزهارك بالنمو ؛ وللمرة الأولى تزهر شجرتك.

معبد صنعه الله

أوت 20, 2009

الطبيعة هبة الله. أن تذهب إلى دار العبادة يعني أن تذهب إلى مكان من صنع الإنسان. اذهب إلى غابة، إلى النهر، إلى المحيط. عندها تكون قد ذهبت إلى شيء هو من صنع الله، والله يكون قريباً منك إن كنت قريباً من خلقه. عندما تتأمل خلقه … تلك هي الطريقة الوحيدة لتعبده. هو لا مرئي لكن خلقه مرئي. يجب أن يصبح خلقه الجسر إليه.

مع تأمل خلقه، رويداً رويداً، تصبح متنبهاً لوجوده العظيم. هو حاضر حول شجرة، حول صخرة، حول رجل، حول امرأة، لكن بداية اعبد، لأن العبادة تساعدك على رؤية حضوره، حضوره اللامرئي. عندها يصبح مرئياً تقريباً، ومحسوساً. لايمكن أن تلمسه.

وفي اللحظة التي تصبح فيها قادراً على الشعور به بعمق، يغيرك. تصبح جزءاً منه، تذوب وتندمج فيه.

بلا قلب

أوت 17, 2009

إنها الرقة التي تجعلك حساساً، التي تجعلك منفتحاً، متأثراً بالغامض الذي يحيط بنا. يستمر الناس الذين لا رقة لديهم، من لديهم قسوة الصخر، في إضاعة حياتهم. الحياة تمر جوارهم، لا يمكنها اختراقهم، فهم عصيين على الاختراق. الحياة مفرحة جداً لأولئك الذين لديهم رقة، نعومة، محبة، رحمة، وحساسية. عندها تكون الحياة بحد ذاتها برهاناً؛ تبرهن بآلاف الطرق على وجود الله. لكن بالنسبة للشخص القاسي كالصخر لا وجود لدليل على وجود الله. لا يمكن البرهنة على ذلك له لأنه فاقد الحساسية حتى يشعر. هو فاقد لكل إحساس، هو يعيش فقط بالفكر. لقد فقد قلبه، هو مجرد رأس. والرأس مجرد نفايات. كن قلباً! حتى إذا كان عليك أن تفقد رأسك، ليكن فالأمر يستحق.

delicate

من الجميل ان تكون بلا رأس، لكن من البشاعة أن تكون بلا قلب.